أماسرا المدينة الساحلية على البحر الأسود التي تحتضن التاريخ والطبيعة
أماسرا هي منطقة ساحلية في مقاطعة بارتين في منطقة غرب البحر الأسود. تعتبر أماسرا التي تضم الجمال الطبيعي والتراث التاريخي والثراء الثقافي للبحر الأسود، مستوطنة خاصة حافظت على سحرها لقرون. المدينة التي تجذب الانتباه برأسها الممتد نحو البحر والخلجان المحمية على جانبي هذا الرأس والجزر المستقلة المتصلة بالبر الرئيسي، وقد سُميت المدينة على اسم الأميرة الفارسية أماستريس. تقريباً 3000 سنة بفضل تاريخها وطبيعتها البكر، تُعدّ أماسرا وجهة فريدة من نوعها لكل من المصطافين وعشاق التاريخ والثقافة.
التاريخ
العصور القديمة والمستوطنات المبكرة
يعود تاريخ أماسرا إلى ما بين 5000 و8500 سنة قبل الميلاد وفقاً للحفريات الأثرية والقطع النقدية (العملات المعدنية). شهدت هذه المنطقة، التي تحمل آثار العصر الحجري القديم (العصر الحجري القديم)، تأثير العديد من الحضارات مثل الأيونية والفارسية والهيلينية والرومانية على مر التاريخ.
سُميت المدينة على اسم الأميرة أماستريس، ابنة أخت داريوس الثالث، آخر حكام الإمبراطورية الفارسية. دخلت أماستريس التاريخ باعتبارها واحدة من أوائل الملكات اللاتي صدرت عملة معدنية باسمها. ويُعد اسم "أماستريس" أحد أهم انعكاسات هذا الإرث العريق.
الحقب البيزنطية والجنوية والعثمانية
جذبت أماسرا، التي خضعت للحكم البيزنطي بعد الإمبراطورية الرومانية، انتباه الجنويين بسبب موقعها الاستراتيجي. في القرن الثالث عشر، أصبحت المدينة تحت حكم جنوة, فاتح سلطان محمد الفاتح (أكتوبر 1460)، تم ضم أماسرا إلى الأراضي العثمانية. وفقًا للأسطورة، شاهد محمد الفاتح أماسرا من تلة تطل على المدينة وقال "لالا، لالا! أهذه هي جشم جيهان!" (أهذه عين الدنيا؟)، وأبدى إعجابه بها وأرسل رسالة إلى قائد القلعة لتسليم القلعة دون أن يلحق بها أي ضرر. بعد هذا الحدث، ضُمت أماسرة إلى السيادة العثمانية دون أي حرب.
الجغرافيا والسكان
أماسرا؛ وهي واحدة من أكثر المناطق جاذبية في البحر الأسود مع نتوءها الممتد نحو البحر، وخلجانها المحمية ومناطقها المشجرة. وفي حين أنها كانت متصلة بمقاطعة زونغولداك في الماضي، إلا أنها الآن متصلة بمقاطعة بارتين.
على الرغم من تذبذب عدد السكان على مر السنين، إلا أنها تستقبل تدفقاً مكثفاً من السياح من أنقرة والمحافظات المجاورة، خاصة في أشهر الصيف. وتزيد إمكانات المنطقة التي يفضلها المصطافون الذين يقضون العطلات مع الإقامة وكذلك الزوار اليوميين يوماً بعد يوم، خاصةً فيما يتعلق بالسياحة الساحلية والسياحة الثقافية والطبيعية.
عوامل الجذب والأنشطة
أماسرا هي مركز سياحي يمزج بين ثرائها التاريخي وجمالها الطبيعي. وفيما يلي أبرز معالم المدينة السياحية:
-
قلعة أماسرا
تعد القلعة التي بُنيت خلال الفترة الرومانية، وأعاد البيزنطيون ترميمها ثم البيزنطيون فيما بعد على يد الجنويين، أحد أهم رموز المنطقة اليوم. تشتهر بشوارعها الضيقة وأسوارها ومناظرها الفريدة. -
جسر كيمير
إنه هيكل مبدع يربط بين جانبي أماسرا. يوفر مناظر رائعة لعشاق التصوير الفوتوغرافي، خاصة عند غروب الشمس. -
متحف أماسرا
أُنشئ المتحف لأول مرة في عام 1955، ويعرض قطعاً أثرية من فترات عديدة من العصور القديمة إلى الفترة العثمانية. من الممكن مشاهدة قطع أثرية وإثنوغرافية من الفترات الهلنستية والرومانية والرومانية الشرقية والجنوية والعثمانية. -
مسجد الفاتح (الكنيسة القديمة)
بُنيت ككنيسة بيزنطية في القرن التاسع الميلادي، وتم تحويلها إلى مسجد بعد أن أصبحت تحت الحكم العثماني عام 1460. وهو مكان عبادة مثير للاهتمام بهندسته المعمارية ونسيجه التاريخي. -
النصب التذكاري لطريق كوشكاياسي
تقع كوسكاياسي، التي بُنيت كنقطة استراحة ونصب تذكاري خلال الفترة الرومانية، على بعد مسافة قصيرة من أماسرا. تعتبر المنطقة التي تنحدر منها السلالم مثالية لأولئك الذين يرغبون في مشاهدة التاريخ. -
تمثال أكارسو السلام
وفي أماسرا، مسقط رأس الفنان الشهير باريش أكارسو، فإن التمثال الذي أقيم تخليداً لذكرى الفنان هو أيضاً موضع اهتمام الزوار. -
الشواطئ والجمال الطبيعي
- شواطئ الميناء الكبير والميناء الصغير: يقع بالقرب من وسط المدينة وهو الخيار الأول لأولئك الذين يرغبون في الاستمتاع بالبحر.
- كهف غوركولوك، ونصب طريق صخرة الطيور الصخرية، وشلال غولدر، وشجرة البكاء، وصخرة ديريكلي، ومنارة أماسرا: هناك العديد من المواقع المختلفة لاستكشافها لمحبي الطبيعة.
الثقافة والفن
تشتهر أماسرا بصيد الأسماك والنحت على الخشب والحرف اليدوية الأخرى منذ الماضي. مطاعم الأسماك في المدينة، وخاصة سلطة أماسرا وتشتهر بمأكولاتها البحرية الطازجة. يترك كرم ضيافة السكان المحليين وحسهم الفني المميز آثاراً لا تُنسى على زوار المنطقة.
ينقل
يمكن الوصول إلى أماسرا عبر بارتين براً. متصل بالطريق السريع D010 نفق بارتين-أمسرةيختصر وقت السفر بشكل خاص. كون المنطقة تبعد حوالي 290-300 كم عن أنقرة يجعلها جذابة لقضاء عطلات نهاية الأسبوع. الوصول إلى أماسرا مريح للغاية بفضل العديد من الجولات وخدمات الحافلات في أشهر الصيف.
خاتمة
تُعد أماسرا بآثارها التاريخية وجمالها الطبيعي وسكانها الودودين أحد المواقع التي يجب زيارتها في منطقة البحر الأسود. تبرز كمدينة تشتهر بقلاعها وجسورها ومساجدها التي تجذب الانتباه بتاريخها العريق الذي يعود إلى مئات السنين، وشواطئها النظيفة، وطرق المشي في الغابات، ومطاعم الأسماك والحرف اليدوية المحلية. أمصرة، التي تجذب اهتماماً كبيراً من السياح المحليين والأجانب في أشهر الصيف، هي وجهة فريدة من نوعها لأولئك الذين يرغبون في تجربة السياحة الثقافية والبحرية والطبيعية معاً.